17-10-2018, 18:00




قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن القوات الأمنية العراقية إستخدمت العنف المفرط ضد صحافيين غطوا التظاهرات الإحتجاجية في محافظة البصرة. هذه رسائل تهديد للصحفيين لمنعهم من تغطية التظاهرات.


قال المرصد أيضاً "لا يمكن أن تكون هناك حركة ديموقراطية في البلاد ما لم يكن هناك إعلام حُر يقترب من حياة المواطنين. إن العنف الذي إستخدمته القوات الأمنية ضد الصحافيين في التظاهرات البصرة، يُشير إلى وجود عقلية بوليسية تنظر إلى وسائل الإعلام على إنها عدوة".


في التظاهرات التي جرت في ديسمبر 2018 أبلغت مجموعة من الصحفيين العاملين في محافظة البصرة، المرصد العراقي لحقوق الإنسان بوجود إعتداءات عليهم من قبل القوات الأمنية التي كانت تطوق التظاهرات.


تعرض للإعتداء كل من مراسل قناة WTV فؤاد الحلفي، ومراسل وكالة بغداد اليوم حسن المنشداوي، ومراسل قناة العالم فاضل البطاط، بالإضافة إلى مصور قناة الحرة داود سلمان. هؤلاء تعرضوا للضرب والإعتداء من قبل القوات الأمنية وبعضهم صودرت أجهزة التصوير التي كان يستخدمها.


قال عضو شبكة الرصد في المرصد العراقي لحقوق الإنسان بمحافظة البصرة، إن "الصحفيين الذين أعتدي عليهم من قبل القوات الأمنية، كانوا يغطون التظاهرات، وكانوا يحملون كاميرات تصوير مخول بإستخدامها وفيها تصاريح رسمية من أجهزة الدولة، لكن الإعتداء عليهم كان من بعض العناصر بحجة أن التصوير ممنوع".


قال المصور محمد سمير وهو صحافي مستقبل كان يصور التظاهرات لصالح وكالات أنباء عالمية "حاول رجل أمن منعنا من التصوير، لكننا أبلغناه بأن التصوير أصولي ولم نخالف القانون. ثم بعد ذلك كرر طلبه بإيقاف التصوير، فرفضنا، فهددنا بالإعتقال وسحب الكاميرات. لم نرضخ لمطالبه لأننا لم نكن نعمل ما يخالف القانون".


قال أيضاً "بعد عشرة دقائق جاء ومعه مجموعة من عناصر الأمن الذين يرتدون الزي الأسود وأعتقد إنهم قوات سوات. حاولوا إطفاء الكاميرات وسحبها لكننا رفضنا، ثم بدأوا بضرب مجموعة منا. أنا تمكنت من الهرب والتراجع والحفاظ على كاميرتي. كنت أراهم كيف يضربون المصورين والصحفيين بالهراوات".


قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن "الأساليب التي أستخدمت ضد الصحفيين أثناء تغطيتهم التظاهرات، لا تتطابق مع الوعود الحكومية العراقية التي تتحدث عن عدم المساس بالصحفيين وان التغطيات الإعلام غير معرضة لأي مضايقات  من احد. هذه أفعال تناقض مع يخرج عن ألسنة المسؤولين في الحكومة العراقية.


قال صفاء خلف أحد صحافيي محافظ البصرة إن "هناك علاقة غير إيجابية بين رجل الأمن والكاميرا، فرجل الأمن يعتقد بان الكاميرا عدوته وإنها لا تُمثل الناس ولا تصور حياتهم وتنقلها، لذا يعتقد بأنها ضد السلطة دائما. هذه أسباب تجعله يُستفز عندما يرى الكاميرا".


قال أيضاً إن "الإعتداءات الأخيرة تُشير إلى هناك عمل ممنهج لزيارة إستهداف الصحفيين والإعتداء عليهم، وإلا ماذا يُمكننا أن نُسمي ما تتعرض له الكوادر الإعلامية التي تُغطي التظاهرات. رجل الأمن يحتاج إلى تدريب وتثقيف يُركز على أن الصحافيين والكاميرات التي يحملونها ليست عدوة، بل جزء من نظام ديموقراطي يُفترض أن يتمتع به العراق".


قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "الإعتداءات المتكررة تثبت بأن لا محاسبة حكومية لأي من الذين إعتدوا في أوقات سابقة على الصحافيين، وإن حالات الإفلات من العقاب تتزايد يومياً، كل هذا بسبب تهاون الحكومات العراقية مع الإعتداءات التي تطالب الصحفيين والتي تهدد حياتهم".


قال المرصد أيضاً "يجب على حكومة عادل عبد المهدي أن تتخذ إجراءات حقيقية في الدفاع عن الصحفيين، وأن لا تكون مثل الحكومات السابقة التي سهلت حالات الإفلات من العقاب بقصد أو دون قصد، وأسهمت في زيادة الإعتداءات عليهم".