8-02-2019, 06:43

 



قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إنه ورغم إنتهاء الحرب ضد تنظيم "داعش" في مدينة الموصل شمال العراق منذ نحو عامين، فإن غبارها لم ينقشع بعد، فمخلفات الحرب وآلاف الجثث المتعفنة التي ما زالت تقبع تحت أنقاض المدينة، باتت مصدرا لإنتشار أمراض وبائية كالجرب الذي بدأ يفتك بالموصليين منذ أشهر. 


وشهدت المدينة بعد التحرير عمليات عدة لانتشار الجثث، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من إنهاء مشكلتها التي تعود غالبيتها لمسلحي داعش الذين قتلوا خلال المعارك. 


وتقدر بلدية الموصل أعداد الجثث المتواجدة تحت أنقاض المدينة القديمة خصوصا في أحياء الميدان والشهوان بنحو ٣ آلاف جثة، وتلوث هذه الجثث أكثر من ٤٠% من مساحة الجانب الأيمن من مدينة الموصل. 


قالت مجموعة من سكان الموصل الجديدة في الساحل الأيمن من المدينة إنهم "مازال يرون الجثث بين منازلهم رغم مرور أكثر من عام ونصف العام على إعلان تحريرها من داعش"، ويتحدث هؤلاء السكان أيضاً عن "خوف الأطفال من رؤية الجثث وإضطرار بعض الأهالي إلى عدم إخراج أطفالهم لوحدهم".


قالت أيضاً إن "مشاهد رؤية الجثث بين المنازل مخيفة جداً. نحن نعيش في منطقة كأنها مقبرة. لا أحد يستطيع الآن رفع الأنقاض أو تنظيف مناطق الحرب بسبب الخشية من الجثث والعبوات الناسفة التي قد تنفجر عليها في أية لحظة".


قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان "لم تتمكن فرق بلدية الموصل وفرق الدفاع المدني من الوصول إلى العديد من المناطق بسبب شدة الدمار والخوف من وجود عبوات ناسفة وجثث مفخخة".


ولم يتسن للجهات المسؤولة التأكد مما إذا كانت هذه الجثث تعود لمدنيين لم يتمكنوا من مغادرة الموصل أثناء الحرب، أم انها لمقاتلين بتنظيم داعش"، خاصة وأن "مراكز الشرطة، وفرق الدفاع المدني تتلقى بين الحين والآخر بلاغات تشير إلى العثور على جثث تحت الأنقاض.


ووفقاً للمفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق فإن قوات الأمن وفرق الإنقاذ تمكنت من إنتشال (4720) جثة في محافظة نينوى حتى الأول من شهر آذار مارس 2019، ومن بين تلك الجثث ٢٦٦٦ جثة معلومة الهوية و٢٠٥٤ مجهولة الهوية، إضافة إلى ٨٥١ تعود لأطفال تم إنتشالهم في عموم المحافظة.


قالت عوائل تسكن في منطقة الكوازين بالموصل القديمة إنها "ترى الجثث بشكل يومي وترى مشاهد وجود أجزاء من الأجساد المتفسخة، والتي لم تُعرف هل هي لتنظيم داعش أم لمدنيين قضوا أثناء المعارك التي إشتدت هناك".


قالت العوائل أيضاً إن "بعض جيرانها لا يستطيعون العودة إلى منازلهم بسبب الجثث والعبوات الناسفة التي قد تكون موجودة فيها أو على أطرافها. دور الحكومة في تأمين عودتنا ضعيف ولا يرتقى إلى حجم الكارثة والمأساة التي نعيشها. نحن في وضع سيء".


قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "خطر وجود العديد من الألغام والعبوات والمخلفات الحربية أدى إلى العديد من الحوادث، كما أنها تمثل عائقاً كبيراً أمام عودة العديد من العوائل إلى دورها".


قال المرصد أيضاً إن "على الحكومة العراقية برفع المخلفات الحربية، ووزارة الصحة بإكمال متطلبات فحص الحمض النووي، وإجراء المطابقة مع الجثث مجهولة الهوية لإكمال المتطلبات القانونية".


وبحسب إحصائيات منظمات المجتمع المدني المحلية العاملة في الموصل، فإن المدينة تحتضن أكثر من ٧ ملايين طن من الركام ومخلفات الحرب، بينما يطغي الدمار على ٩٠% من مساحة الجانب الأيمن من الموصل وسط إنتظار سكانها الذين ما زالوا نازحين في مخيمات إقليم كردستان العراق وفي الجانب الأيسر من الموصل إنطلاق عمليات إعادة الإعمار كي يعودوا إليها.


قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان "ليس من المعقول أن تبقى الجثث في مدينة الموصل وداخل الأحيان السكنية رغم مرور أكثر من عام ونصف العام على إعلان الحكومة العراقية تحرير المناطق من تنظيم داعش".


قال المرصد أيضاً "على الحكومة العراقية الإسراع في إتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة العوائل في التخلص من جثث القتلى المرمية بالقرب من منازلهم. إنها تشكل خطراً حقيقياً على حياتهم، وتثير الرعب في نفوس الأطفال".