قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن عشرات العوائل نزحت من قضاء سنجار في محافظة نينوى شمالي البلاد بسبب المعارك بين الجيش العراقي وقوات ما يُعرف بـ"اليبشه" (قوات حماية سنجار) الليلة الماضية.
ودارت معارك شرسة داخل المناطق السكنية في القضاء الذي يشهد صراعاً كبيراً بين قِوى محلية ودولية، تسبب بانتشار السلاح في المنطقة التي اجتاحها تنظيم "داعش" عام 2014 وارتكب جرائم ضد الإنسانية بحق سكانها.
ووفقاً للمعلومات الأولية التي وردت للمرصد العراقي لحقوق الإنسان، فإن معارك شرسة جرت خلال الساعات الماضية بين قوات الجيش العراقي ووحدات حماية سنجار "اليبشه" في مناطق مأهولة بالسكان وعرضت المدنيين إلى خطر كبير.
ونقلت مصادر محلية للمرصد العراقي لحقوق الإنسان، عن وجود إصابات في صفوف المدنيين بسبب المعارك التي قيل إنها "شهدت استخدام أسلحة متوسط وثقيلة من قبل الطرفين".
ورصد مراقبون محليون تمركز عناصر "اليبشه" داخل الأحياء السكنية وسحب المعارك مع الجيش العراقي بين منازل المدنيين.
مروان سنجاري وهو أحد السكان المحليين في القضاء قال خلال اتصال مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "عناصر اليبشه تمركزوا داخل المنازل المدنية، كما أن الجيش العراقي لم يُبالِ للخطر المحدق على المدنيين عندما استخدم الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية".
وأضاف، أن "أعداداً كبيرة من العوائل نزحت باتجاه مناطق أخرى في سنجار وإقليم كردستان العراق نتيجة للمعارك التي دارت قرب منازلهم".
قال راكان رفو وهو ناشط في المجتمع المدني في سنجار خلال اتصال مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إننا "نطالب بإخراج المسلحين من سنجار وعدم نقل المعارك إلى داخل مناطقنا الآمنة. الاشتباكات تشكل خطراً كبيراً علينا".
يوجه المرصد العراقي لحقوق الإنسان نداءً عاجلاً إلى الحكومة العراقية للحفاظ على سلامة المدنيين وإبعاد الخطر عنهم، باعتبارها المسؤول عن سلامة المدنيين الذين يتواجدون داخل الأراضي العراقية. كما توجه نداءً إلى الجيش العراقي للالتزام بالقانون الدولي الإنساني باعتباره القوة الأساسية المسؤولة عن أمن القضاء.
ويحذر المرصد من ازدياد موجة النزوح من القضاء الذي ما زال يعاني من دمار المعارك التي جرت خلال السنوات السابقة عندما كان يُحرر من قبضة تنظيم "داعش".