صحافيون عراقيون في دائرة الخطر
8-12-2019, 14:28



مع استمرار الاحتجاجات في العراق، تم استهداف ثلاثة مصورين خلال يوم من أعمال العنف، حيث قتل صحفي مصور وجرح آخر وخطف ثالث. لقد وقعت هذه الحوادث خلال واحدة من أكثر الأيام عنفاً في العراق، عندما هاجم مسلحون المحتجين ببغداد في 6 ديسمبر/كانون الأول 2019. يجدد مركز الخليج لحقوق الإنسان مناشدته للسلطات العراقية لضمان أن يتمكن الصحفيون والمصورون من أداء وظائفهم دون أي أعمال انتقامية، وبالتالي حماية الحق في حرية التعبير.


بتاريخ 6 ديسمبر/كانون الأول 2019، اقتحمت ميليشيات مسلحة في شاحنات وعربات صغيرة ساحة الخلاني، أعقبها هجوم على مرآب جسر السنك، أطلق خلاله مسلحون ببنادق كلاشنيكوف النار عشوائياً على المتظاهرين السلميين مما أدى إلى مقتل 25 متظاهرًا و 130 مصاباً، وفقًا للتقارير الرسمية. لقد وقعت الهجمات المنسقة تحت جنح الظلام بعد انقطاع الكهرباء عن المنطقة. كان الهجوم مفاجئاً ووحشياً وأذهل الناس الذين توقعوا أن يكونوا قادرين على الاحتجاج بسلام في أعقاب استقالة رئيس الوزراء.


خلال الهجوم على ميدان الخلاني، تم إطلاق النار على المصور الصحفي أحمد مهنا اللامي (الصورة في الوسط) من الخلف، مما أدى إلى مقتله على الفور، وفقًا لمسعفٍ عالجه. أن المهنا هو مصور حربي غطى لسنوات الحرب مع داعش وبعد ذلك شارك في تظاهرات ساحة التحرير وقام بتغطيتها مستخدماً كامرته.


بتاريخ 06 ديسمبر/كانون الثاني 2019 مساءً تعرض المصور الصحفي أحمد المهنا (الصورة في الوسط) لطعنة بآلة حادة من مجموعة مجهولة أدت إلى مقتله في الحال بينما كان يقوم بتغطية اقتحام ميليشيات مسلحة لساحة الخلاني وهجومها على كراج جسر السنك واطلاقها النار بشكل عشوائي على المتظاهرين السلميين مما أدى إلى مقتل 10 متظاهرين وإصابة 70 آخرين بجروح.


وفي نفس الوقت و بالقرب من بناية كراج السنك التي تعرضت لهجوم من قبل المليشيات المسلحة، تعرض المصور الصحفي علي كنعان شوهاني (الصورة على اليسار) إلى إصابة براسة تطلبت دخوله المستشفى لإجراء عملية جراحية عاجلة تكللت بالنجاح حيث أن حالته مستقرة الآن. اشترك شوهاني بتظاهرات التحرير منذ بداياتها وكان عضواً في فريق مكافحة الدخانيات واصيب في بطنه بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين الأول 2019 ولكنه عاد إلى التظاهرات بعد يومٍ واحد من إصابته.


وفي وقت مبكر من يوم 05 ديسمبر/كانون الأول 2019 وبتمام الساعة الرابعة صباحاً قام اربعة مسلحون ملثمون يستقلون سيارة سوداء من نوع (كيا سبورتج) بإقتياد المصور الصحفي زيد الخفاجي (الصورة على اليمين) بالقرب من بيته في حي القاهرة ببغداد بعد عودته من ساحة التحرير حيث تم نقله لجهة مجهولة. كان الخفاجي  يغطي جميع أحداث التظاهرات بساحة التحرير والمناطق القريبة منها وبضمنها ألاشتباكات بين المتظاهرين مكافحة الشغب.


يدين المرصد العراقي لحقوق الإنسان، الشبكة العراقية للإعلام المجتمعي (أنسم)، مركز الخليج لحقوق الإنسان، ومركز القلم في العراق بشدة الاستخدام المفرط للقوة المميتة من قبل السلطات العراقية والجماعات المسلحة ضد المواطنين المسالمين، ويطالبهم بوقف جميع أشكال العنف فوراً وحماية المتظاهرين المسالمين في جميع أنحاء البلاد بطريقة شفافة وجدية. يجب على السلطات العراقية أن تفي بالتزامات البلد الدولية بحماية حق مواطنيها في الحياة، من بين حقوق الإنسان الأخرى، بما في ذلك عن طريق تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل للعراق، والتي جرت بالأمم المتحدة خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2019.


يدعو المرصد العراقي لحقوق الإنسان، الشبكة العراقية للإعلام المجتمعي (أنسم)، مركز الخليج لحقوق الإنسان، ومركز القلم في العراق الحكومة العراقية للقيام بمايلي على الفور وبدون اية شروط:


1- الإيفاء بإلتزامتها الدولية في مجال حقوق الإنسان وخاصة احترام الحقوق المدنية والإنسانية لجميع المواطنين في العراق وبضمنها حماية حقهم في التظاهر السلمي في أنحاء البلاد.
2- التأكد من أن المسلحين غير قادرين على مهاجمة الاحتجاجات بأي شكل من الاشكال.

3- إجراء تحقيقات مستقلة وحيادية وشاملة وفورية في القوة المميتة التي يستخدمها المسلحون ضد المتظاهرين، بهدف نشر النتائج وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة وفقًا للمعايير الدولية.

4- إطلاق سراح جميع المعتقلين من المتظاهرين السلميين فوراً وبدون قيد أوشرط، وبضمنهم أولئك الذين تم خطفهم من قبل الجماعات المسلحة.

5- احترام وحماية حق جميع مواطني العراق في الوصول إلى الإنترنت والمعلومات التي يجب أن تعتبرها السلطات أهم حقوق الإنسان الأساسية.

6- ضمان أن جميع المدافعين عن حقوق الإنسان في العراق والذين يقومون بعملهم المشروع في الدفاع عن حقوق الإنسان، قادرون على العمل بدون مواجهة للقيود بما في ذلك المضايقة القضائية.