قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن وسائل الإعلام في العراق باتت تواجه مخاطر كبيرة، خاصة مع تطور الأحداث السياسية وتفاقم الأزمة في البلاد.
إن بعض الجماعات السياسية والمسلحة نقلت مشكلاتها السياسية وخلافاتها إلى المؤسسات الإعلامية، وباتت هذه المؤسسات تواجه خطراً كبيراً بسبب اختلاف الرأي مع أصحاب النفوذ والفاعلين في الساحة العراقية.
وخلال الأشهر الماضية واجهت قنوات MBC عراق المملوكة لمجموعة MBC السعودية وقناة الحرة عراق الأميركية، وقناة دجلة المملوكة للسياسي جمال الكربولي، مجموعة هجمات أدت إلى إغلاقها وإحراقها على يد جماعة تدعى (ربع الله).
والحال ينطبق أيضاً على قناة حرة عراق التابعة لمجموعة الشرق الأوسط في واشنطن، حيث أغلقت بسبب تهديدات من جماعات مسلحة على خلفية تقارير ومواد صحافية تحدثت عن عمليات قتل المتظاهرين والفساد في مؤسسات الدولة.
وفي (31 آب/أغسطس 2020) تعرض المقر الرئيسي لقناة دجلة في بغداد والواقع في منطقة الجادرية إلى هجوم من قبل مجموعة أشخاص يقدر عددها بالعشرات واقتحمت مقر القناة وحطمت كل معداتها وأحرقت المبنى أمام أعين قوات الشرطة التي لم تمنعها.
وقبل حادثة إحراق القناة، أصدرت محكمة الرصافة في بغداد مذکرة قبض بحق مالك القناة بعد تقدیم عدد من المحامین شکوی "بخصوص تعمد الإساءة إلی شعائر إحدی الطوائف الدینیة فی العراق.
وذكر مجلس القضاء الأعلى في بيان صحفي: "بناء على شكوى تقدم بها عدد من المحامين أمام محكمة تحقيق الرصافة بخصوص تعمد الإساءة إلى شعائر إحدى الطوائف الدينية في العراق، وبحسب نص المادة 372/1 من قانون العقوبات قررت المحكمة إصدار مذكرة قبض بحق مالك قناة دجلة الفضائة في العراق".
وعلى إثر ذلك قدمت القناة اعتذاراً لـ"المتضررين" من بث أغاني في ليلة العاشر من محرم، وهي ليلة مقتل الإمام الحسين وفقاً للروايات الإسلامية.
وفي (18 آيار/مايو 2020) اقتحمت مجموعة موالية لقوات الحشد الشعبي في العراق مقر قناة MBC عراق السعودية في منطقة الوزيرية في بغداد، وعلقت لافتات عليها شعارات تؤكد إغلاق مقر القناة.
وقال موظف في القناة للمرصد العراقي لحقوق الإنسان: "كنا قد تعرضنا لتهديدات بحرق القناة قبل اقتحامها، وعلى إثر ذلك أخذنا الاحتياطات وطالبنا القوات الأمنية بتوفير الحماية لنا، لكن هذه الحماية لم تكن كافية ولم تمنع الاعتداء علينا".
وقبل ذلك أصدر الحشد الشعبي بياناً صحافياً استنكر فيه بث قناة MBC معلومات في إحدى برامجها، تتهم أبو نائب رئيس الهيئة السابق أبو مهدي المهندس بالوقوف وراء عملية تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981، وإطلاق صفة "الإرهابي" عليه.
وبسبب هذا التقرير أغلق مقر قناة الـMBC في بغداد برغبة من هذه الجماعة التي تعرف نفسها في أحيان (ربع الله – أبو جداحة).
وفي (14 كانون الثاني/يناير 2020) أغلقت قناة الحرة عراق الأميركية مقرها في بغداد وسرحت العاملين لديها بسبب ما وصفته بالـ"تهديدات". وفعلاً وفقاً لمعلومات المرصد العراقي لحقوق الإنسان، فإن القناة تعرضت خلال الأشهر الماضية لحملة تهديدات كبيرة على يد جماعات مسلحة بسبب التحقيقات والتقارير التي كانت تبثها القناة.
وبحسب بيان أصدرته القناة ونقلت عن مديرها ألبرتو فرنانديز قوله إن "الشبكة تلقت معلومات جدية عن احتمال شن الميليشيات هجوما على المكتب في بغداد".